في عام 1929، لمناسبة مرور 20 عامًا على تأسيس المدينة العبرية الأولى، نشرت صحيفة "هآرتس" مقالين حول مساهمة تل أبيب في الصناعة والاقتصاد. "وجهات النظر عن مدينة تل أبيب تبدّلت"، كتب ڤاڤ موزيس في واحدة منهما. "قبل نحو ثماني سنوات، عندما كانوا يتحدث بنو صهيون عن تل أبيب، كان يُستدل من كلامهم أنّهم يسخرون من مدينة الكسالى هذه".
وبالفعل، فمنذ فجرها، كانت المدينة مركزًا كبيرًا للمصالح التجارية، الورش الحرفية والعمال، ووجهة ثقافية وترفيهية: مدينة غربية في المشرق، تتيح المجال لأبناء البلاد وللسائحين للتعطّل وأخذ قسط من الراحة. يبدو لنا الآن أنّ الورش الحرفية استبدلت بالهايتك، مع ذلك، تبقى المدينة ملجأ للباحثين عن الحرية في مفهومها الأوسع.
تتكون التنصيبة من كراسي التشمّس المألوفة لنا من شواطئ المدينة. كرسي القماش يُستبدل بشخصيات بشريّة خيّطت على كراسي الشاطئ بوضعيات مختلفة. تقترح الشخصيات وجهة نظر جديدة حول التوق شبه الأعمى للحرية والحرية الكاذبة؛ إنّها موصولة بإطار حديديّ وتخلق شيئًا أشبه بطفرة تجمع بين الجسم، الذي يرمز إلى الراحة، الاسترخاء والحرية، وبين جسم الإنسان. يبدو وكأنّها تنصهر داخل القماش، تتحد مع الجسم وتصبح مُنتجًا مكرّرَا للعامّة. يوجد لهذا العمل بُعد دينيّ؛ شيء أشبه بديانة جديدة تقدّس الحرية والرغبات المشتركة لنا جميعًا: الراحة، الوفرة، الانقطاع، الهروب والهدوء.